سوريا الصغيرة في قلب نيويورك

رائحة القهوة القوية في الهواء ، التين والليمون، والمعجنات التي تذكر الباعة بطفولتهم في دمشق وبيروت. البازارات المكدسة بالسجاد المصنوع باليد والمصابيح النحاسية والنراجيل . رجال يرتدون الطرابيش. هنالك عدد قليل من النساء اللواتي يلبسن المناديل. الهدى هي الصحيفة الرائدة. اليافطات في الشارع تعلن “رحيم وملحمي “، “نور ومعلوف”و “سهادي وأخوانه “


هذا الوصف ليس صورة متخيلة لما ستبدو عليه منطقة غرب مانهاتن في حال بني المركز الإسلامي المزمع اقامته بجانب مركز التجارة العالمي. هذه صورة حقيقية كانت تتمثل قبل عقود من انشاء أو الحلم بإنشاء مركز التجارة العالمي. هذا هو تراث غرب مانهاتن.

كان شارع واشنطن ستريت “قلب العالم العربي في نيويورك”، كما وصفته صحيفة نيويورك تايمز في عام 1946 ، قبل وقت قصير من نزوح الجالية العربية الأميركية بسبب انشاء نفق بروكلين.

هذا الحي، كان يدعى “سوريا الصغيرة” ويقع الى الجنوب من مركز التجارة العالمي و الى الشمال من المركز الإسلامي. كان واشنطن ستريت جيبا في العالم الجديد حيث روج العرب بضائعهم، وعملوا في مصانعه، و عاشوا في مساكنه و علقوا اليافطات على مخازنهم “حيث يختلط نداء الأمهات العربيات لأبنائهن في الشارع مع موسيقى الجاز من منزل آخر مع شتائم سائقي الشاحنات في طريقهم إلى أرصفة الميناء “هكذا وصف الكاتب كونراد بيركوفيشي الحي عام 1924

في سوريا الصغيرة اعتمد جهاز تنضيد الحروف العربية، من قبل الاخوين نعوم وسلوم مكرزل من صحيفة الهدى. حفز هذا التطور التاريخي نمو الصحافة العربية في الشرق الاوسط كما كتبت صحيفة نيويورك تايمز في عام 1948.

عن نيويورك تايمز When an Arab Enclave Thrived Downtown

Facebooktwitterredditpinterestlinkedinmail