مختارات من “حجاب” لأنس أبو رحمة

 


حجاب : مجموعة شعرية جديدة لأنس أبو رحمة. المجموعة من اصدار أوغاريت للنشر2011

النهر

فكّرَ النهرُ
لو يفرُّ من نفسِه
ويسيرُ إلى غابةِ اللوز
ليغسلَ الدمَ عن وجهِ قبّرةٍ
ماتتْ ببندقيّةِ صيّاد
لم يعرفْ أينَ حطّتْ من الأرضِ بعدَ الهبوط.

فكّرَ النهرُ
لو يأخذُ “إجازةً” من الربّ
ويستريحُ قليلاً عن الركضِ في اسمه.

سيحتجُ بنوبةِ قلب
أو بخللٍ في الجاذبيّة
أو بالسماءِ التي لم تدرَّ الحليبَ كما يلزمُ النهرَ كي يستمر
أو بامرأةٍ زارتْهُ عاريةً كي تغسلَ الدمَ في لحمِها

“هي أغوتْني
سرقتْني من اسمي وفعلي
فطاردتُها بين جرحِ المسيحِ، وقرميدِ بلدتِنا”

فكّرَ النهرُ

وسارَ إلى المقهى
كيْ يشربَ الزنجبيلَ مع العابِرين.

 

التفّاحة

التفاحةُ
التي “سرقَها” الطفلُ
من صندوقٍ خشبيٍّ
في حسبةِ رام الله
تدحرجتْ صوبَ الشارع
وطحنتْها سيّارةٌ مسرِعة

غضبَ “صاحبُها”
وسبَّ دينَ السيّارة

*

السيّارةُ
التي سبَّ الطفلُ دينَها
طحنتْها حافلةٌ عسكريّةٌ
على الطريقِ السريع
عند مفترقِ رام الله – بيت ايل

صاحبُها
لم يسبَّ دينَ الحافلة

 

حجاب

حجابٌ صهيلُ الحصان
وخلفَهُ الحصان

حجابٌ صوتُ أمي
وخلفَهُ أنا

وخلفَ الحاجزِ العسكريِّ
قطّةٌ تركضُ مسرِعةً إلى أورسالم

حجابٌ
أورسالم
وخلفَهُ الله

———————————–

ما لم يُقَلْ عن الصليب

كان الصليبُ ظلا
يسكنهُ العابرونَ إلى مدينتِنا
والغزالاتُ
وذئابُ الجبل

كان الصليبُ شجرةَ خوخٍ
تُسقِطُ ثمارَها للطيرِ والنمل

والطفلُ
من نافذةِ بيتِهِ كانَ يرقبُ حبّةَ الخوخِ الأخيرة
ربّاها في شهوتِه
كأنثى تربّي قطّةً لتخرمشَ وردتَها
وحينَ نزلَ إليها ليقطفَها
لم يجدْها

“لا الثمرةُ كانتْ ولا الشجرة”

“كانَ العسسُ قطعوها وهو في الطريق”

 


Facebooktwitterredditpinterestlinkedinmail