ليو شياوبو – لا أعداء لا كراهية

 

 

 

عرض كتاب “لا أعداء لا كراهية” ليو شياوبو
مايك ريفزن*
ترجمة أحمد فاضل عن كريستيان ساينس مونيتور

 

لأول مرة يطالع القارئ الإنكليزي بلغته هذا الكتاب الذي يشتمل على مجموعة من القصائد والمقالات للمنشق الصيني ليو شياوبو الحائز على جائزة نوبل للسلام عام 2010 ، وهي صرخة بوجه الخوف أطلقها ليو حينما كان يرزح خلف قضبان السجون الصينية لمدة أحد عشر عاما بتهمة التحريض على التخريب يوضح فيها جوانب لاتزال موجودة للحكم البوليسي هناك ، مع أن زائرها قد يفاجأ بفنادقها الفخمة ، وحسن هندام الناس ، ومطاعمها العصرية ، وحركة مرورها المدهشة ،لكنه يعترف بالوقت نفسه بأن عملية الاصلاح في الصين قد جلبت الحرية الاقتصادية وأعانت على عدم تفشي الفقر بعدما كانت متفشية في حقبة ماوتسي تونغ ، ومما يلاحظ أن المحررين الذين أشرفوا على الكتاب قاموا وبحيادية يحسدون عليها بتثبيت أحكام الإدانة ضد ليو من قبل الحكومة الصينية عام 2009 لإطلاع القراء الأجانب عليها مع العديد من المواضيع التي كتبت عنه آنذاك .

 

ليوشياوبو البالغ من العمر 56 عاما في كتابه ” لا أعداء .. لا كراهية ” ينتقد العديد من الجهات الفاعلة في الصين وليس الحزب الشيوعي وحده ، فقد اتهم بعض المتظاهرين ذات الأسماء الكبيرة في حركة 1989 من ساحة تيانانمن في كون قيادييهم لايتمتعون بأي ديمقراطية كانوا يتمشدقون بها مستفيدين من واقع الشارع المأساوي ، هذه الإتهامات جاءت على شكل كتابات وقصائد مؤثرة عن أؤلئك الذين لقوا حتفهم في أمكنة متفرقة من البلاد وتهدف كما جاءت باللغتين الصينية والإنكليزية بالوقت نفسه على ايضاح ما يعتقده زملاؤه من الكُتاب الصينيين الذين نجوا من النظام الشيوعي أن ثقافة الآخر تحمل جميع الحلول لمشاكل البشرية ، كما يذهب ليو في إلقاء اللوم على أيديولوجية ماو التي لم تتمكن من معالجة بعض ما نواجهه من مشاكل اليوم بحسب قوله بما في ذلك المحتوى الجنسي الصريح الذي يظهر وبقوة في المجتمعات الصينية والصراع الطبقي الذي يشير اليه ليو في أنه بدا راسخا في عقلية البعض من المتنفذين ما أدى الى فراغ روحي محملا النظام الشيوعي كل تلك المشاكل الرئيسية التي تواجه الصين اليوم ، وعلى سبيل المثال كما يقول ليو ليست هناك مفاجأة أن هناك فجوة كبيرة بين الأغنياء والفقراء بسبب فرص العمل التي يمنحها المسؤولون الفاسدون على أصدقائهم وأن وسائل الاعلام تتناول في تقاريرها أن الآلاف من أعمال الشغب تحدث في كل عام بين المسؤولين الفاسدين عند مصادرتهم الأراضي لإثراء أنفسهم وبروز ما أطلق عليه برأسمالية المحسوبية ، فالفقر في الصين ليس مجرد مسألة عدم كفاية الموارد ولكنه فقر النظام السياسي في تطبيق آليات تضمن الحقوق كما يقول ليو والشباب لم يعودوا يؤمنون بآيديولوجية الحزب الشيوعي الصيني ، ولكن انضمام بعضهم له يضمن لهم العمل لأن الأسلوب المفضل للحزب الآن هو الخداع لا العقيدة التي يستخدمها بدلا عن القوة الغاشمة ، هذا التكتيك بات يعرفه الناس وليو يشرح في كتابه أيضا كيف نجحت الإصلاحات في الصين قبل أكثر من 30 عاما مضت عندما كان دنغ شياو بنغ في السلطة حيث اضطر لتنازلات سياسية عديدة حيث جعل من الجزء العلوي من نظامه يستجيب للقاعدة الجماهيرية بسبب الضغط ، ثم يتحول ليو ليقول أن الإنترنت لعب دورا رئيسيا في استمرار هذا التقدم ويلاحظ ليو أن طرق السيطرة لحجب النظام التقليدي للمعلومات الآن عفا عليها الزمن الى حد كبير ولكنه ساعد الحكومة الصينية من جهة أخرى لنشر ما يقوله ليو ” بالقومية الخبيثة ” الموجهة في الغالب ضد الولايات المتحدة واليابان ، الحزب الشيوعي هناك يوحد الجمهور الصيني تحت هذا المبدأ كوسيلة للتمسك بالسلطة .

 

ليو وفي صفحات عديدة من كتابه يتناول تأثير سياسة الصين الداخلية على المجتمع بتحديدها لطفل واحد لكل عائلة وهو ما أثار دياره من منفاه ومحاكمته قبل ان يصبح رئيسا للصين بينما نجد أن انتخاب باراك أوباما قد غير تاريخ أمريكا وأظهر مدى عظمة ذلك النظام، فضلا عن المشاكل التي تحظى باهتمام أقل في جميع أنحاء العالم مثل استرقاق الأطفال لكنه في إحدى مقالات الكتاب يثير موضوع التبت ويضع خطة لإنهاء الخلاف معها لتحسين صورة الصين العامة في العالم ، وهي نفسها التي تقترح دعوة الدالاي لاما للعودة الى موضوع آخر انه يؤيد إجراء إصلاح سياسي تدريجي وسلمي في الصين وليس ثورة مفاجئة تتسم بالعنف ، كتاب ” ليوشياوبو: لا أعداء لا كراهية ” صدر عن جامعة هارفارد ب 400 صفحة .

 

* مايك ريفزن صحفي أمريكي كان يعمل مراسلا في الصين سبق وان قابل ليوشياوبو الذي قال له انه لن يكون خجولا وهو يتحدث عن رأيه .

Facebooktwitterredditpinterestlinkedinmail