هنا كانت تلعب روزا / راجي بطحيش

هنا كانت تلعب روزا…
فوق هذا الحوض شبه الريفى عند حافة حجرية محدبة بأحجار حادة تشبه السكاكين :
كانت روزا تروح وتجيء على هذه العتبة التي تفصل بين ما هو أكيد إلى درجة البلاهة
وبين الحوض الفوضوي منذ دهور والذي حاولت جدتي ثم والدة روزا(طانت إنعام) ثم أمي
يائسات ان يرتبن فيه …شتلات النعناع إلى جانب الزعتر إلى جانب الزهرة العجيبة إلى جانب شتلة التوت البري …عبثا
كانت روزا تروح وتجيء على هذه العتبة التي تفصل بين ما يتثاءب من أصوات تذمرها وما ينتظرها خلف رؤوس الجبال
هنا كانت تلعب روزا…
قبل أن تقع على شجيرة الورد الجوري أو فلنقل على أشواكها وتنزف توقَا وتغادر عاتبة إلى أمريكا…
وها أنا أقف هنا بعد خمسة وأربعين عاما…
شجيرة الجوري لا تزال هنا وكذلك أشواكها وكذا فوضى ذاك الحوض…(ملاحظة: لقد اختفت الحدود تماما بين الشتلات المختلفة)
لقد بات هذا الحوض مجمعا لاخفاء الأجسام الحادة..حتى أنني القيت اليوم فيه زجاج قنينة نبيذ مهشمة…
والذي لا تستحق حدته حتى أن تقطع معصمي الأبيض الطري الناعم الرائع…هذا!!

 

* اللوحة : ذاكرة جنة عدن . فان جوخ

Facebooktwitterredditpinterestlinkedinmail