العشرة المبشرون بنوبل للآداب 2013

تعتبر جائزة نوبل للآداب من أكثر الأحداث الأدبية العالمية اثارة للفضول والتكهنات، إضافة إلى اللغط في كثير من الأحيان. غموض كبير يسبق الإعلان عن هذه الجائزة، ويرجع ذلك لأسباب كثيرة منها عدم تحديد تاريخ معين للجائزة كما هو الحال بالنسبة لجوائز نوبل الاخرى (الطب، الفيزياء، الكيمياء، السلام، والاقتصاد) بالإضافة إلى امتزاج المعايير الفنية بالسياسية حين اختيار الفائز. القائمة التالية تسرد أسماء عشرة أدباء وكتاب ضمن قائمة طويلة من المرشحين. القائمة مبنية على مراهنات موقع لادبروكس بالإضافة إلى تكهنات الصحف الدولية والمهتمين بشؤون الأدب العالمي. من الجدير بالذكر أن القائمة القصيرة (العشرة الأوائل بقائمة المراهنات) تحمل أسم أديب عربي هو أدونيس، إلى جانب أديبة وكاتبة عربية فرنسية هي آسيا جبار. أما القائمة الطويلة فتشمل اسم الشاعر غسان زقطان والروائي الياس خوري، وكلاهما حققا اختراقا كبيرا في الأدب العالمي في الاونة الأخيرة.

 

1. هاروكي موراكامي Haruki Murakami

هو روائي وكاتب ياباني، صنفته مجلة الغارديان على أنه أحد أبرز الروائيين على قيد الحياة في العالم. حصل موراكامي على عدة جوائز أدبية عالمية منها جائزة فرانز كافكا عن روايته “كافكا على الشاطئ”. من أهم أعماله الروائية :

الغابة النرويجية (1987) وتعتبرالعمل الذي عرف العالم على موهبته الفذة،

كافكا على الشاطئ (2002)

1Q84 ـ (2009)

من الثيمات الأساسية في أعمال موراكامي العزلة والفقدان، وغالبا ما يموضع ذلك في سياق سوريالي.

 

2. جويس كارول أوتس Joyce Carol Oates

كاتبة وأكاديمية أمريكية ولدت عام 1938. منذ روايتها الأولى With Shuddering Fall عام 1964 حتى Kindred Passions عام 1987 قامت أوتس ببناء مجموعة من الروايات ذات طابع قوطي غامض وبقدرة عالية على التحليل الاجتماعي. وتشمل موضوعاتها المفضلة: قوى العقل الباطن والإغراء والعنف والاغتصاب، بالإضافة إلى تحليل المجتمع الأمريكي تحليلاً مستفيضاً ووحدة التحليل لديها هي الأسرة والفرد. وتستعين الكاتبة كثيراً بالحوار الداخلي وتستغرق في تفاصيل الشخصيات النفسية بمهارة بالغة، وقالت إنها تأثرت في كتابتها بهنري جيمس وهنري ديفيد ثورو، والمغني بوب ديلان والكاتب ويليام فوكنر صاحب رواية “وأنا أحتضر”. وإنتاج أوتس غزير شمل عشرات الروايات والقصص القصيرة والكتب على امتداد أكثر من 35 عاماً من الكتابة رصدت خلالها الكثير من المجتمع الأمريكي بتحولاته.

 

3. بيتر ناداس Péter Nádas

ولد الأديب والكاتب المسرحي المجري بيتر ناداس في بودابست عام 1942. ودرس الصحافة وفن التصوير في الفترة من 1961 إلى 1963، وعمل بالصحافة والكتابة الدرامية والتصوير. وتفرغ منذ عام 1969 للأدب والمسرح، وفي عام 1984 انتقل للإقامة في جومبوسيزيج، وهي قرية صغيرة في غربي المجر، ولا يزال يقيم بها حتى الآن. بالإضافة إلى ثلاث مسرحيات شهيرة عرضت في مختلف أرجاء أوروبا، قدم ناداس دفقاً من الأعمال الإبداعية المميزة من بينها روايته «كتاب الذكريات» ومجلد «موت المرء» وثلاثة مجلدات كبيرة من القصص تحمل عنوان «قصص موازية» ومجلداً يضم مقالاً، وصدر له مترجماً في الولايات المتحدة مجلده «النار والمعرفة» الذي يضم مجموعة من مقالاته وأعماله النقدية وقصصه القصيرة. وقد أشاد الكثير من النقاد بروايته «الحب» الصادرة في عام 2000 وروايته التي سبقتها «نهاية قصة عائلية» الصادرة في عام 1998. نال ناداس العديد من الجوائز وألوان التكريم عن أعماله الإبداعية، ومن بينها جائزة الفن المجري عام 1989، وجائزة الدولة النمساوية للأدب الأوروبي في 1991 وجائزة كوسوث المجرية البارزة عام 1992 وجائزة فالنسيا الدولية للأدب عام 1998 وجائزة فرانز كافكا للأدب عام 2003.

4. جون فوس Jon Fosse

يعتبر الكاتب النرويجي جون فوس أحد أبرز الأسماء في فن الدراما المعاصر. ولد في عام 1959 ويعيش في بيرجن بالنرويج. جون فوس كاتب وشاعر وكاتب مسرحي وقد ألف أكثر من 30 عمل مسرحي. منذ بداياته في عام 1994، تم عرض مسرحياته أكثر من 900 مرة في مختلف أنحاء العالم. وقد ترجمت أعمال “فوس” إلى الألبانية والعبرية والكاتالونية والفارسية وسامي والسلوفينية ولغة التبت بالإضافة إلى أكثر من 40 لغة أخرى. سبق له أن حصل على عدد من الجوائز ، بما في ذلك جائزة المسرح الاسكندنافي الوطني (2002)، وجائزة مجلس الفنون النرويجي الفخري (2003) وجائزة الأكاديمية السويدية الشمالية (2007)، وحديثا جائزة إبسن الدولية.

الكآبة وحيثيات الوجود محاور أساسية في أدب جون فوس. في مسرحيته الأخيرة “أنا الريح I am the Wind”، يصور فوس شابين يبحران في قارب في وسط البحر، ويتحدثان بجمل متقطعة تعبر عن عدم قدرتهما على التعبير. يقول فوس عن طريقته في الكتابة “أجلس وأكتب، أذهب إلى المجهول وأعود بشيء لم أعرف بوجوده من قبل”.

 

5. كو أون Ko Un

لا يُذكرُ الشعر الكوري المعاصر، إلا ويُذكر أميرُه «كو أون». ولد «كو أون» سنة 1933 في جونسان، بمقاطعة تشولا الشمالية، لعائلة من الفلاحين، وقد عانى أثناء الحرب الكورية، سواء ضد الاحتلال، أو خلال الانفصال، مما دعاه ليصبح كاهنًا بوذيًّا من طائفة الزن. نشر «كو أون» أول قصائده عام 1958، وبعدها بسنوات قليلة عاد إلى العالم مجددا، ليصدر أول كتبه سنة 1960 فيصبح صوت الصراع من أجل الحرية والديمقراطية في السبعينيات والثمانينيات، وهو صراع أوقعه في براثن السجن مرارًا. نشر «كو أون» أكثر من 150 كتابًا، بينها دواوين قصائده، ومقالات نقدية، ورواياته، وسيرته الذاتية، وترجماته لأعلام الشعر الكوري، وكتبه للأطفال، وكثيراً ما ترى رسوماً أولية لها بجانب الأشعار. كما ترجمت أخيراً مختارات من أعماله إلى 14 لغة، كما أنه مرشح لجائزة نوبل في الآداب، وقد دعي «كو أون» ليحاضر وليقرأ بعض أعماله في مهرجانات شعرية وأدبية في بلاد عديدة. وكتب «كو أون» قصائده في أشكال مختلفة ولمواضيع متعددة. فقصائده الأولى كانت معظمها على هيئة عبارات قصيرة ركزت على المفردات الموحية، وغالبا ما كان «كو أون» يستوحى قصائده من مشهد طبيعي رآه، أو من شخص لاقاه، أو من ذكريات صادفها.

6. آسيا جبار Assia Djebar

كاتبة وروائية جزائرية. معظم أعمالها تناقش المعضلات والمصاعب التي تواجه النساء، كما عرف عنها الكتابة بحس أنثوي الطابع. تعتبر آسيا جبار أشهر روائيات الجزائر ومن أشهر الروائيات في أفريقيا الشمالية. تم انتخابها في 26 يونيو 2005 عضوة في في أكاديمية اللغة الفرنسية “Académie française” وهي أعلى مؤسسة فرنسية تختص بتراث اللغة الفرنسية. حيث تعتبر أول شخصية من بلاد المغرب تصل لهذا المنصب. في التاسعة والستين من عمرها، شهرتها اخترقت حدود العالم المغاربي وأوروبا، وأعمالها الروائية نقلت الى نحو 15 لغة، ومنها العربية، لغتها الأم، التي اصرت على ان تترجم اليها كتبها، ناهيك بالأمازيغية لغة امها البربرية الجذور. ولعل صدور روايتها الاولى «الظمأ» في العام 1975 وكان لها من العمر احدى وعشرون سنة جعلها تنتمي الى الجيل الروائي المخضرم الذي ضم: كاتب ياسين ومحمد ديب ورشيد بوجدرة وسواهم. لكن ما ميّزها عن هؤلاء مضيّها في مشروعها الروائي الخاص القائم اساساً على «اعادة كتابة القرن العشرين كتابة مؤنثة» كما تعبر. ولكن لا يمكن إغفال وحدة الموضوعات – الموضوعات الجزائرية – التي جمعتها بأولئك الروائيين الرواد. وعندما تستخدم مفردة «التأنيث» او «المؤنث» في أدب آسيا جبار فهي لا تعني ان هذا الادب ذو نزعة «نسوية» تهدف الى مواجهة النزعة «الذكورية» التي تسم «أدب الرجال»، بل على العكس، ان أدب آسيا جبار هو أدب قائم بذاته ولا علاقة له بـ «الجنسانية» وحتى وإن طغت هموم المرأة الجزائرية عليه. فالمرأة تحضر هنا كانسان وكائن، وكضحية اجتماعية جلادها الرجل والسلطة والمجتمع… والرجل بدوره يحضر كانسان وان كان متسلطاً، وسلطته لا تقتصر على المرأة (زوجة او ابنة) وانما على بيئته ومجتمعه. ونضال آسيا جبار في سبيل تحرير المرأة الجزائرية والمغاربية والعربية هو نضال انساني يوازيه نضالها من اجل السلام والعدالة والحق. وكان فوزها في العام 2002 بجائزة «السلام» التي تمنحها المانيا خلال معرض فرانكفورت تكريماً للأدباء الكبار، تتويجاً لمسيرتها الابداعية و «النضالية»، واعترافاً بموقعها في حركة الأدب العالمي. وليست هذه الجائزة هي الوحيدة التي حازتها آسيا، فالجوائز العالمية التي نالتها كثيرة، ناهيك عن حفلات التكريم التي اقيمت لها في دول عدة مثل كندا وايطاليا والولايات المتحدة والنمسا وبلجيكا… الا ان اللافت هو حضورها الطفيف عربياً، فأعمالها المترجمة الى العربية لم توزع خارج الجزائر وبعض الدول «المغاربية»، مع ان اثرها في الروائيين والقاصين الفرنكوفونيين الجدد واضح جداً. ولعل هذا ما جعلها تبتعد قليلاً عن المعترك العربي فيما استطاع كاتب مثل الطاهر بن جلون ان يحضر عربياً من خلال اعماله المعربة. ولعل حياة آسيا جبار الاكاديمية والجامعية جعلتها تبتعد قليلاً من الاعلام العربي فوقعت في حالٍ من العزلة عربياً على رغم شهرتها العالمية.

 

7. توماس بنشون Thomas Pynchon

كاتب أمريكي ولد عام 1937 في كلين غوف, نيويورك. عرف عن توماس بنشون, منذ بداية شهرته الواسعة عزوفه عن الأضواء وزهده بالجوائز الأدبية الرفيعة إثر نشر روايته الأولى بعنوان «في V» التي وضعته في المقام الأول من كتاب مابعد الحداثة في الولايات المتحدة, وفتحت الطريق أمامه لنيل جائزة وليام فوكنر, وهي أرفع جائزة أدبية في الولايات المتحدة. ‏روايته الأولى «في V» أسالت الكثير من حبر النقاد والصحفيين في سبعينيات القرن الماضي, ونصبته حتى هذا اليوم, كواحد من أهم الكتاب المعاصرين في الأدب الأمريكي الحديث, تنطلق من هذا الحرف الأبجدي الذي عثر عليه الكاتب كرمز لغزي في دفتر مذكرات والده, وهو يمثل على الأرجح أول حرف من اسم فتاة كان والده الراحل يحبها, ترسم بلغة سردية ساخرة, وناقدة بعمق, لمعالم عقدي الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي, التي اتسمت بتألق جميع أشكال الفنون والأدب وانفجار حركات التحرر, في معظم قارات العالم.  يقودنا توماس بنشون, في روايته الساحرة «في» من شوارع القاهرة التي كانت تغلي, وتكاد تنفجر على هيئة ثورة شعبية عارمة إثر موت الرئيس جمال عبد الناصر, إلى مدينة لوس أنجلوس التي كانت تزهو بازدهار اقتصادها ونجاحاتها, وتفوقها على سواها من الولايات الأمريكية, لتنتهي عند فضيحة ووتر غيت التي أطاحت بالرئيس ريتشارد نيكسون, وأقصته عن البيت الأبيض, وكذلك الجروح المفتوحة التي تسببت بها حرب فييتنام على البنية النفسية للمجتمع الأمريكي. ‏بعد نيله جائزة أفضل كتاب أمريكي, توارى توماس بنشون عن الأنظار فترة طويلة من الزمن, حتى كاد يختفي ذكره من عالم الثقافة والإبداع الأدبي, إلى أن ظهر من جديد عام 1990 بروايته «فينلاند», ثم أتبعها بعد سبع سنوات بروايته «ميزون وديكسون» عام 1997

 

 

8. أليس مونرو Alice Munro

كاتبة كندية (1931- ) حازت على جائزة البوكر عام 2009 عن مجمل أعمالها، وفازت ثلاث مرات بجائزة الحاكم العام لكندا عن فئة الرواية.صعدت  مجموعتها القصصية “رقصة الظلال السعيدة” بها إلى الأضواء بعد صدورها عام 1968 وفوزها بجائزة الحاكم العام للمرة الأولى. تتميز كتابة مونرو بتحليل البيئة الريفية في قرى جنوب أونتاريو مستخدمة النمط القوطي الذي تم استخدامه من قبل في أعمال فوكنر وأوكونر. تركز مونرو غالبا على النموذج النسوي في البيئة الريفية الكندية وكيف تنمو الفتيات داخل الخطاب الديني والاجتماعي، وفي عملها سخرية لاذعة وبحث جاد عن المعنى. وفقا للشاعرة الكندية المرموقة “مارغريت أتوود”، تعد أليس مونرو من أفضل من كتب الرواية في تاريخ الرواية الإنجليزية المعاصرة.

 

Alice Munro

9. أدونيس Adonis

علي أحمد سعيد إسبر المعروف بأدونيس شاعر سوري ولد عام 1930 بقرية قصابين التابعة لمدينة جبلة في سوريا. تبنى اسم أدونيس (تيمناً بأسطورة أدونيس الفينيقية) الذي خرج به على تقاليد التسمية العربية منذ العام 1948. متزوج من الأديبة خالدة سعيد ولهما ابنتان: أرواد ونينار. يعتبر البعض أن أدونيس من أكثر الشعراء العرب إثارة للجدل. فمنذ أغاني مهيار الدمشقي، استطاع أدونيس بلورة منهج جديد في الشعر العربي يقوم على توظيف اللغة على نحو فيه قدر كبير من الإبداع والتجريب تسمو على الاستخدامات التقليدية دون أن يخرج أبداً عن اللغة العربية الفصحى ومقاييسها النحوية. درّس في الجامعة اللبنانية, ونال درجة الدكتوراة في الأدب عام 1973 من جامعة القديس يوسف, وأثارت أطروحته الثابت والمتحول سجالاً طويلاً. بدءاً من عام 1955, تكررت دعوته كأستاذ زائر إلى جامعات ومراكز للبحث في فرنسا وسويسرة والولايات المتحدة وألمانيا. تلقى عدداً من الجوائز العالمية وألقاب التكريم وتُرجمت أعماله إلى ثلاث عشرة لغة.

استطاع أدونيس أن ينقل الشعر العربي إلى العالمية. ومنذ مدةٍ طويلة، يرشحه النقاد لنيل جائزة نوبل للآداب. كما أنه، بالإضافة لمنجزه الشعري، يُعدّ واحداً من أكثر الكتاب العرب إسهاما في المجالات الفكرية والنقدية.

 

10. فيليب روث Philip Roth

فيليب ميلتون روث روائي أمريكي ولد عام 1933 قي نيو آرك بولاية نيوجرسي وتلقى تعليمه في مدارسها العامة وحصل على درجة البكالوريوس من جامعة باكنيل وعلى الماجستير من جامعة شيكاغو. عمل بتدريس اللغة الإنكليزية في وقت لاحق بتدريس الكتابة الإبداعية في جامعة آيوا وبرنستون وتقاعد من مهنة التدريس في عام 1992 ليتفرغ نهائيا للكتابة ،تزوّج عام 1990 من الممثلة كلير بلوم التي تخصّصت في أداء الأدوار الشكسبيرية. يعد روث الرّوائي الأمريكي الذّي حصد أكبر قدر من الجوائز والتّكريم والتّقدير في تاريخ الأدب الأمريكي الحديث إبتداءا من جائزة اغا خان عام 1958 ومرورا بزمالة جوجنهايم في 1960 وجائزة كارل كابيك في 1994 وجائزة بوليزر لأعمال القصّ في 1997 وليس انتهاء بجائزة كافكا في 2001 وجائزة مديتشي الفرنسية في 2002 وميدالية مؤسسة الكتاب الوطنية في العام نفسه وجائزة سايروايز في 2005 ، كان مرشحا لنوبل لكنه لم يفز بها لحد الآن، تأثّر بالتّيار الواقعي للقرن التاسع عشر خاصة مؤلفات هنري جيمس والكاتب الفرنسي جوستاف فلوبير إضافة إلى مؤلفات كلا من سول بيلو و برنار مالامود و فرانز كافكا الذّي استقرت آراؤه على حياة ومبادئ الأخير ، نشر أولى مؤلفاته عام 1959 بعنوان”وداعا كولومبوس”وبعد عشرة سنوات حقق نجاحا كبيرا عند نشر رواية”شكوى بورتنوي” التّي تناول فيها قصّة محامي يهودي شاب يعاني من سيطرة والدته وهي صورة لا تبتعد عن معاناة كافكا مع أسرته،تنوعت كتابات فيليب روث ما بين السّخريّة السّياسيّة،المحاكاة السّاخرة ، و الخرافة قبل أن يعود إلى كتابة السّيرة الذّاتيّة وشيء من الرّومانسيّة،أمّا الرّواية التّي جعلته من أفضل الرّوائيين المعاصرين بتناوله الجوانب الشّخصيّة وتحليلها فهي رواية”مؤامرة ضدّ أمريكا” عام 2004 ، وقد حاول في رواياته الأخيرة التّركيز على مسلمات تتعلق بالقضايا الذكورية ، و التّاريخ،التّراث،الحياة والموت،ووضع اليهود،الأدب في الحضارة الغربية، لو وضعنا ميزانا لأعماله الأخيرة منذ صدور روايته”حياة معاكسة”عام 1986 لوجدنا انها تميل لصالح خط سوداوي يختلف في أفقه عما أصدره من روايات كرواية”وداعا كولومبوس”عام 1969 التّي بيعت منها 400000 نسخة ووضعته في قفص معاداة السّاميّة ووصفه بالخائن لأبناء جلدته،يقول”وليام جيه ” عن روث في حديثه الذّي تناول تأثير كافكا على مجمل أعماله الأخيرة ان رحلة خياله الجّنسي قد تشكل له إخفاقات محرجة خاصة في عمله الأخير”الإذلال“غير انه يحمل من المفاجآت ما لا تستطيع ان تحكم عليه ذلك الحكم القاسي، إلا أن الناقد البريطاني”اليسون فلوود”له رأي آخر يقول ان روايته الجّديدة تلقت بالفعل استعراضا لاذعا من قبل المراقبين فوليام سكينلسكي وصفه بأنه قطعة من ملابس رخيصة فاضحة وهناك نوع من التشاؤم حول مستقبل الرّواية الأمريكية مع أن لروث كتابات جميلة ولديه الكثير مما يدخره للمستقبل وتلك هي إحدى نقاط قوته .

 

إعداد : أشرف الزغل
خاص بلغو  

Facebooktwitterredditpinterestlinkedinmail