شجر الميلانخوليا / أشرف الزغل

الصغار يكبرون
مع شجر الميلانخوليا يكبرون
يزرعونها مع آبائهم
في غرف النوم، في الوسائد،
في شبابيك المعابد،
في جلابيب الأقرباء والصالحين،
والمحاربين القدامى اصحاب الجماجم المثقوبة
في كل ثقب يزرعون شجرة
بين ضلوع صدورهم حيث القلوب متروكة كخطأ في حساب الجسد
يمسحون بأكفهم الدم كأنه صدأ
على نافذة الجدة
والجدة تنظر اليهم كنسر قديم
بعينين طاعنتين في المسافة
وذراعين نافذتين في الأثر
“ليت قيامتي قبل قيامتكم،
خذوني الى أرضكم سأبارك زرعكم وأعد أرانبي
خذوني الى أرضكم وخذوا السماء وما تلد”

 

الصغار يتسلقون شجر الميلانخوليا
الوحش ينتظرهم في الأعالي
لكنهم لا يخافون
الصغار اصبحوا وحوشا على الغصن السابع
لكنهم لا يزالون صغارا في رأس أمهم
التي لا تزال تسقي شجر الميلانخوليا
تحت

 

الوحش ينتظرهم في الأعالي وهم يصعدون
“أبانا يا أبانا” يقولون
وهو يسعل من فوق
يبتلعهم واحدا واحدا
ويقذف بعظامهم الى امرأته
التي لا تزال تسقي شجر الميلانخوليا
تحت

 

“أبانا يا أبانا” يقولون
وأمهم تسقي شجر الميلانخوليا
وتعد الحساء
“ليتهم لم يصعدوا” تقول
“ليتهم لم يصعدوا
وليتك يا أباهم لم تكن أباهم”

Facebooktwitterredditpinterestlinkedinmail