التقاط الزجاج / تغريد عبد العال

التقاط الزجاج

الحديقة التي وضعت فيها الزهور, ما زالت في مكانها ، كان الآخرون يساعدونني في وضعها بالشكل الملائم لطقس الغرفة . مرة استيقظت متأخرة ، اختلط حلمي بالطقس وبالدخان الذي تصاعد من الحرب ، فلم أعد أميز أين وضعت القطة الصغيرة الهاربة أطفالها وهل أكلت حقا الزّهور؟

ثلاثة قطط صغار

cat-catching-a-bird laghoo
قط يمسك بطير – بيكاسو 1939

يقفزون من الثقوب ويأتون لنا بالكتب والأوراق والبذور التي تنتشر في التراب ويخرج العالم على شكل أشجار، لن أجدهم في اللوحات ، ولا في هدايا العشاق .
لم أكن أرغب أبدا بالخروج من ذاك الحلم ولا بالدخول الى الحديقة كما دخلتها أول مرة ، فبقيت داخلها . شبابيكها كبيرة جدا ، وهي صغيرة ، لكن الساكنين كانوا يحبونها ، يأتون اليها بسجائر وأكواب شاي .
جلست في ركن داخلها ، حتى بدأت بالاختفاء ، على غصن شجرة ، ظلت تتفرع في داخلي كثيرا ، جاء رجل أحببته ، نظر الي ولم يجدني كان ينظر الى الأوراق والنساء والبيوت
كان هناك طير أيضا أحبه ، يأتي كل يوم ليشاركني اختفائي ، جلس مكاني وبقي صوته حتى الآن يدلني الى ذاك الرجل والى تلك الحديقة والى ذاك المكان : المخيم.

هواية
كان لدي هواية قديمة ، أن اضع الكؤوس جميعها في صف واحد ، وأن أصدر الموسيقى ، وحين عدت الى هذه الهواية مجددا ، كانت اصوات كثيرة تتراطم ببعضها ، أجلس وأستمع للصحون التي تنساب كحفلة في روحي . تسقط كأس كبيرة على الأرض وننحني جميعاٌ في التقاط الزجاج والموسيقى.

سيلفيا
حتى قبل انتحارها ، بقيت سيلفيا أفقية كما تمنت ، كنت أريد أن أشبهها ، لككني رأيت انتحارات كثيرة ، الجندب الصغير يحاول القفز عن النبتة التي تشبهه حتى اختبأ في لونها وغاب. البيت الذي ظل منحنيا حت غطت الأشجار . والجملة التي رافقتنا مع أغنية جاك بريل : لا تتركيني . كل شيء افقي يا عزيزتي وسأختار الحوار مع السماء في الصفحات البيضاء جدا.

Facebooktwitterredditpinterestlinkedinmail