جوع / أشرف الزغل

 -1-

عندما زحفَ رمضان على البلدة من الجهات الأربع
كنتُ أقصُّ عليكِ قصةَ “حي بن يقظان”
كيف أنه ابتدأ بتشريح أمه الظبية

وانتهى بتشريح السماء

قلتِ وقد أخافكِ ضجيجُ الحرب على محاور البلدة

“ماذا سيحصل لنا غدا؟”

قلتُ “رمضان أقسى الشهور،

لكننا سنستعين عليه بالتوحد في واجب الوجود:

جسدكِ

الحي

اليقظان”

 

-2-

في متنزه البلدة
كلبان يتناكحان
“ليتني كلبة”
قلتِ
ولأنني كنت صائما
تطوع الشيطان -الذي كان ثالثنا- بالمهمة

 

-3-

كانت أضواء الملهى ترسم مؤخرتكِ على الحائطْ
كان الحائط غليظ القلب
وكنتُ على نقيضِهِ كسَيْلٍ في جُرْفْ

لم يَحْفَلْ صديقي الفيزيائي بمنحنياتكِ حين رمى عينيه في الضوء
“ما أجمل الفوتونات حين تستيقظ  “قال

قلتُ
“الفوتونات نائمة

لَعَنَ الله من أيْقَظَها”

 

4

لم يكن الممر ضيقاً

لكنك كنتِ تبتلعين المسافةََ بزمنٍ ضوئي

كنتِ تَفْركين الوقتَ باسفنجةٍ من معدنٍ نادرْ

أنا فقاعةٌ في مكان ما في الميتافيزيقا

والفيزيقا أنتِ  

 

Facebooktwitterredditpinterestlinkedinmail