فاتسلاف هافل … الشاعر

 

 

 

 

 

الرئيس التشيكي السابق فاتسلاف هافل ذو تاريخ سياسي عريق. لكن قليلا من الناس يعلمون عن تاريخ هافل الأدبي. أعمال هافل المبكرة هي أعمال شعرية نشرت في الخمسينات والستينات من القرن الماضي*. اعتبر هافل نفسه في ذلك الوقت شاعرا من شعراء ألافآنغارد التشيك. كان ذلك الجيل من الشعراء متابعا للتغيرات السريعة في المناهج الأدبية والتعبيرية. نشر هافل في ذلك الوقت مجموعته “ضد الرمز”، التي عبرت عن اتجاهاته وتأثره بالمدارس المعاصرة. احتوت المجموعة قصائد متنوعة، احتوى بعض منها على نقد لاذع للحياة السياسية والاجتماعية في تشيكوسلوفاكيا في بداية الستينات. كتب هافل ٢٢ نصا مسرحيا منها “حفلة الحديقة” ١٩٦٣، “أوبرا الشحاذ” ١٩٧٥. منعت السلطات العديد من هذه المسرحيات، لكن نصيبا كبيرا منها عرض في الخارج، وبالأخص في الولايات المتحدة. كان بامكان نصوص فاتسلاف هافل الأدبية أن تؤسس له سمعة أدبية جيدة، لكن سمعته السياسية بدأت بالنمو المتسارع بفعل مقالاته السياسية الجادة والجريئة. تلك المقالات التي أسست لحضوره كمثقف وناقد اجتماعي فريد. بالأخص كتابه “قوة الضعفاء” الذي صدر في العام ١٩٧٨ وناقش مفهوم “ما بعد التوتاليتاريا”، حيث وصف وضعية النظام السياسي والاجتماعي الذي ساهم في جعل المجتمع القابع تحت الحكم الشيوعي “يعيش في كذبة”. لم يكتب فاتسلاف هافل خلال سنوات حكمه (١٩٨٩-٢٠٠٣)، لكنه وقبل وفاته نشر مسرحيات منها “مغادرة” ٢٠٠٧ و”الخنزير، أو مطاردة فاتسلاف هافل لخنزير”.

* الصورة السفلى تمثل قصيدة من قصائد فاتسلاف هافل بعنوان “نفور”. القصيدة لعب تشكيلي يمثل المسافة بين حرفي كلمة أنا بالتشيكية “JA”. لاحظوا المتاهة بين الحرفين “J” و “A”

 

 

 

Facebooktwitterredditpinterestlinkedinmail