غَيْلم معلّق في فراغ العالم / غازي لغماري

Processed with VSCOcam

.1
الآن يبدأ كلّ شيء أو ربّما لا شيء.
يلبس «كاغول»
يحمل مسدّسًا
ويطلق النار على اﻠ(ربّما) التي أحدثت
لُبْسًا في الأمر.

.2
ربّما، لو لم يتخلف عن الموعد
لكان قد لاحظ آثار أقدامه
على الرمل.
الآن، يأخذ عود ثقاب
ويرسم صفًّا طويلا
من النمل
يسحبه إلى عينيه البراقتين
في مدخل المغارة.

.3
لو كان الضوء أقل خفوتًا
لتمكن من رؤية ظله
واقفًا أمامه.
الآن، يعود من حيث لم يأت
ظله خلفه
ينير له الطريق.

.4
أربعة وعشرون أعمى
يسيرون في اتّجاهه
يقتربون منه
يتحلقون حوله
يتحسّسون، الواحد تلو الآخر، وجهه
وعينيه
يبتسمون
(ربما يدركون أنه يبصر)
ويرحلون.

.5
يقف أمامها
يقبّلها
و يبتسم.
أحقا كانت أمامه؟
ضحكاتها الهادرة تأتيه من أقاصي
المجرّة.

.6
«اغطسي رأسك كاملا»
قالت البيضة للذاكرة وهما تسبحان
في الزيت الحامي.

.7
كم يلزم من متر من المخالب حتى يضمّد
جراح الرحلة؟

8.
الكلّ يسبقه
الماشي والراكض والمتوقّف.
أتُراه غيلم معلّق
في فراغ العالم؟

 

* شاعر تونسي

Facebooktwitterredditpinterestlinkedinmail