دنس / راجي بطحيش

أفتح عيوني في الفجر
بصمت شديد
في الرابعة صباحا ..مثلا
عندما تستيقظ جارتك
وأشم رائحة القهوة
قبل ان تذهب هي لزيارة القابعين
في قبور الوقت
أو ما تبقى منه
لتنثر قبل ذلك ظلالهم على النافذة

أمامي..
أمامنا..

 

وقبالتي تستلقي فكرتك
تفتح أعينها الزرقاء بصعوبة
تنهكها الجمل الشرطية والهمزات ومواضع التنوين
تطلق عيونها ابتسامة خفيفة..بحلاوة مميتة
ها هو صوت الآذان..
يزركش صفع الأرق
…………..
أطلق يدي التي لم يتكدس عليها غبار النوم بعد
لأغرف من رقتك..قبل الصباح
وها هي شفاهي
وشفاه فكرتك
لم تتشكل حولها هالات نهايات الأحلام بعد
أقترب بشفتي نحوك
نحو تلك الوجنة الساخنة
التي لم تبرد
بعد
ألثم شفتك السفلى..بلساني ثم العليا
يستيقظ العصفور الأول في الخليقة
بعد الفناء
تعود جارتك أو عمتك من زيارة موتاها
لا يهم..
تنثر هي البذور عند حافتي..
أتلمس جفون فكرتك من جديد
تصدر شاحنة النفايات أصوات النهار
..
أتحسس الشعيرات المحيطة بصرّة العبث
زال عرق الدنس بعد ساعات
لا ذاكرة لبدني حين عانق الفكرة
في الليل
…أطلق أنفاس جارحة وانا أتأمل السقف المزخرف بالغياب
أعشق رائحة الغطاء هذا
أستدير نحو خزانة جدتك المليئة بأسئلة الموتى وعطورهم
تصادفني زرقة عيونك الباسمة بطيبة لا جدوى منها
حيث ستنهكها الجمل الشرطية والهمزات ومواضع التنوين
***
ننام معا
طويلا
يتنزلق عرق بارد نحو عانتي
عرق يليق بتلك الساعة..
ثم يصدح صوت بائعة الأسنان الذهبية
التي جمعها أطفالها من ذاك القبر الجماعي…

Facebooktwitterredditpinterestlinkedinmail