طفلةُ الرداءِ الأحمر / ريلكه

أحياناً.. تمشي عبرَ القريةِ مرتديةً
ردائَها الأحمرَ الصغير.
مستغرقةً -كلياً- في ضبطِ نفسِها
ورغمَ ذلك -غصباً عنها- يبدو أنها تتحركُ
حسبَ إيقاعِ حياتِها المُقبِلة.
.
تجري قليلاً، تترددُ، تتوقف،
تلتفتُ نصفَ التفاتةٍ…
وتهزُّ رأسَها أثناءَ استغراقِها في الحلم
موافقةً أو مستنكرة.
.
بعدَ ذلك.. تبدأُ بالرقصِ لخطواتٍ
تبتدُعها ثمَّ تنساها.
لا عجبَ وهيَ قد اكتشفت
أن الحياةَ تتحركُ بسرعةٍ مرعبة.
.
هيَ لا تقومُ دائماً
بالخطوِ خارجَ جسدِها الصغيرِ الذي يغلفُها.
ولكن كثيراً ما يتراقصُ ويُطقطق
كلُّ الذي تحملهُ في داخلِها.
.
إنهُ هذا الرداءَ.. هوَ الذي ستتذكرُ
لاحقاً.. أثناءَ الموتِ اللذيذ
حينَما تغدو كل حياتِها عرضةً للخطر
الرداءُ الأحمرُ الصغير سوفَ يبدو أصوبَ حينَها.

ترجمة: عدي الحربش, عن أدب

Facebooktwitterredditpinterestlinkedinmail