شوارب فريدا كالو / أشرف فياض

Ashraf Fayyad Laghooسأتجاهل رائحة الطين ، وتأنيب المطر ، والغصة التي استقرت في صدري طويلاً
وأبحث عن عزاء ملائم لوضعي الذي لن يسمح بأن أفسر شفتيك على النحو الذي أتمنى
أو أن أنفض قطرات الندى عن بتلاتك المائلة للاحمرار
أو أن أخفف من حدة الهوس الذي ينتابني كلما أدركت أنك لست بجانبي في هذه اللحظة
ولن تكوني كذلك .. عندما أضطر إلى تبرير موقفي للصمت الذي يعاقبني به الليل .
تظاهري أن الأرض صامتة مثلما نراها من بعيد ، وأن كل ما حصل بيننا لم يكن أكثر من مزحة ثقيلة ؛ لا يفترض بها أن تصل إلى هذا الحد !

***

ماهي فكرتك عن أيامي التي اعتدت قضائها بدونك ؟
عن كلماتي التي كانت تتبخر بسرعة
عن وجعي الثقيل
عن العُقَد التي ترسبتْ في صدري مثل طحالب جافة.
نسيت أن أخبرك .. بأني معتاد على غيابك من الناحية العملية
وبأن الأمنيات ضلت طريقها نحو رغباتك
وأن ذاكرتي قد بدأت بالتآكل !
وأني لازلت أطارد الضوء ، ليس رغبة في الرؤية ؛ بقدر أن الظلام يبقى مخيفاً .. حتى وإن اعتدنا عليه !

***
هل يكفيك اعتذاري ؟ عن كل ما حدث اثناء محاولاتي اختلاق أعذار مناسبة لكِ
كلما تهيجت الغيرة في مكان ما .. داخل صدري
كلما أتلَفتِ الخيبة يوماً جديداً من ايامي الداكنة ..
كلما كرَّرْتُ لك أن العدالة ستبقى تعاني من اضطرابات الدورة الشهرية
وبأن الحب رجل متخلف في خريف العمر.. يعاني مشكلة في الانتصاب !

***

سأضطر للتحايل على ذاكرتي
والادعاء بأني أنام جيداً
وسأمزق كل ما تبقى من الأسئلة
الأسئلة التي أصبحت تبحث عن مبرر للحصول على إجابات مقنعة
بعد أن أُسقِطتْ كل علامات الترقيم المعتادة
بدافع شخصي بحت !

***

دعي المرآة تشرح لك كم أنت جميلة !
أزيلي كلماتي المتراكمة مثل غبار
تنفسي بعمق ، وتذكري كم أحببتك ، وكيف تحول الأمر إلى مجرد التماس كهربائي
كاد أن يتسبب بحريق ضخم .. في مستودع فارغ !

Facebooktwitterredditpinterestlinkedinmail