اختلاط الجهات / سيف الرحبي

يُغلق عينيه ويتذكر:

(كم أنت نقية وجميلة

لأنك لم تعودي موجودة، غبارالموت

عراك حتى من الروح)

ينزل السلم أكثر، تحرقه نسمة قادمة

من دمشق، يجلس على طاولة عشاءٍ

ربما بمدريد، مئات المدعوّين يسألون

عن أخباره، وعن طبيعة الطقس هناك.

بحارة يلعبون النرد في شواطئ زنجبار

ومن البعيد يرى شعوباً تتقاطر

عبر الصحراء، بحثاً عن رغيف

ويرى أمه ممددة على سرير أبيض.

طحالب سوداء وما يشبه نباح كلاب

يغلقُ عينيه

لا يتذكر شيئاً.

الكأس ما زال في يده،

ويتلاشى في مهب الجهات

Facebooktwitterredditpinterestlinkedinmail