ثلاث قصائد لأنس العيلة

anas-alaili laghoo

موسيقى خافتة

تسللت إلينا، من بيت شخصين
اختارا ان يعيشا معا
منذ زمن طويل.

شاهدناهما يتنقلان
بحركات صامتة
من الصالة الى الشرفة
ثم يتبادلان قبلة
تدلّ انهما ما زالا على حبهما القديم.

لم يكونا يضحكان
أو يتهامسان بصخب
أو يتبادلان مثلنا
النكات والسجائر المشتركة…

كانا مسالميْن
مثل عدويْن لدوديْن
استنفذتهما كل الحروب !

ربما لم يذهبا في إجازة
منذ وقت طويل
وجسداهما متعطشان لغياب قصير.

لكنّ الرومانسية
ليست فقط
قضاء أمسية على البحر
فهي أيضا
أن تهرم ملامح شخصين معا
تتساقط أسنانهما
وهما يبتسمان أمام مرآة واحدة !

وهذا ما لن يحدث
لعاشقيْن مثلنا
يتسليان على درجات السلم الحجري
ثم في لحظة تعب
يسير كل الى بيته !

 

حلم

حلمتُ يا حبيبتي
أن جارنا يستحم
جارنا الشهم ذو الرائحة النتنة.

وأنّ قطتنا الوديعة
التي كانت سببا في خلافنا
انتحرتْ في غسالة حديثة.

وأنكِ أخيراً تطرقين الباب
فأهرع ولا أجدُ المفتاح
ولا أصرخ
كي لا أستيقظ من حلمي !

فتغادرين…
ويتسرب وقع خطواتكِ
كماء لا يتوقف
من شقوق الباب.

كم كان جميلا
أن أستيقظ
على صدى خطواتك
الذي غمر البيت
وإن كنتِ تغادرين البناية !

 

لحسن الحظ

يحترق قميصي
تحت المكواة
وبالكاد أشمّ الرائحة.

سيجارة تسقط
من نافذة البيت
وتنطفئ بين نهدين عابرين.

وقبلة بالخطأ
على فم جارتي العجوز
في عناق مواساة طاريء
على درج البيت.

باب ينغلق
على أصابع طفل
يمرّ مرحا الى جانبي.

وفي عتمة المساء
أعضاء رجل تتكسر
تحت عجلاتي
وأنا مشدوه خلف مقود
السيارة.

هذه الأخطاء اليوميّة
علامات حبّ جديد
ولحسن الحظّ
أنّ هذا الحب لن يدوم طويلا…

 

* القصائد من مجموعة شعرية ستصدر قريبا (2015)

Facebooktwitterredditpinterestlinkedinmail