الفن كمجاز روحي / سوزان سونتاغ

Sontagكل عصر يعيد اختراع المشروع “الروحاني” خاصته. الروحانية بمعنى المخططات، المصطلحات، والأفكار الوقورة التي تهدف إلى حل مشكلة التناقض البنيوي المؤلم الذي يسكن في الحالة الإنسانية، وفي أسمى مراحل الوعي الإنساني. في العصر الحديث، أحد المجازات الحية للمشروع الروحاني تكمن في “الفن”. النشاطات التي يقوم بها الرسام، الموسيقي، الشاعر، الراقص، والتي تجتمع تحت ذلك الإسم العام، أثبتت أنها مكان نموذجي لاحتضان الدراما الخاصة بالوعي.

كل عمل فني يشارك في تنظيم أو تأويل التناقضات الإنسانية. بالطبع، يحتاج ذلك المكان إلى تأهيل دائم. الأهداف الخاصة للعمل الفني تظل تقييدية، متعلقة بأهداف الوعي العريضة. الفن، ذاته كشكل غرائبي، يمر بمراحل عديدة من إزالة الغموض. أهداف فنية قديمة تهاجم وتستبدل بغيرها، بحيث يخرج إلى السطح خرائط وعي جديدة في نهاية الأمر.

لم يعد فهم الفن مبنيا على أنه تعبير عن الوعي، ومن خلاله يتم تأكيد الوعي لذاته. الفن ليس هو الوعي بل الترياق الذي ينتج من داخل الوعي نفسه.

Styles of Radical Will – Susan Sontag

Facebooktwitterredditpinterestlinkedinmail