مقتطفات من “الغداء العاري” / وليام بوروز

الرجل الذي علم مؤخرته الكلام

هل حدثتكم يوما عن الرجل الذي علم مؤخرته الكلام ؟ تفهمني ؟  كان بطنه يتحرك صعودا ونزولا ضارطاً الكلمات. لم أر ذلك مطلقا في حياتي. كلام تلك المؤخرة كان نوعا من تردد في الأحشاء، تردد يدفعك للذهاب الى الغائط، كأن امعاءك تضربك في الأسفل فتحس ببرودة ما تدفعك الى الإسهال.  ذلك الصوت السميك الراكد ذو الرائحة
عمل الرجل  في كرنفال، تفهمني؟ ، في البدء كان عرضه للدمى الناطقة طريفا ومضحكا. عرض من عروضه “أول الأفضل” كان مضحكا للغاية، لقد نسيت معظمه ، لكنه كان ذكيا. مثل ،

“لا زلت هناك أيها الشيء القديم؟”

“لا، لا بد لي أن أذهب لأريح نفسي”

بعد حين، بدأت مؤخرة الرجل بالحديث من تلقاء نفسها. كان الرجل يبدأ عرضه بالتكلم دونما اعداد وكانت مؤخرته تتكلم وتجيب خارجة عن أي نص مكتوب
فيما بعد، بدأت المؤخرة بتشكيل أسنان بدت كسنانير معقوفة، ثم ما لبثت أن بدأت تأكل. اعتبرالرجل ذلك الأمر طريفا لدرجة أنه طور عرضا خاصا يناسب التطور الجديد في مؤخرته. لكن مؤخرته بدأت بالخروج من بنطاله الى الشوارع، معلنة أنها تريد المساواة. بدأت أيضا بشرب الكحول والسكر، كانت أحيانا تبكي، الأمر الذي لم يعجب احدا. كانت تطالب الناس بقبلات كالقبل التي يعطونها للأفواه. كانت تتكلم ليلا ونهارا، وكان صاحب المؤخرة ينهرها ويصرخ منذرا ومتوعدا. كان الرجل يلكم مؤخرته أو يوغل الشمع فيها، لكن بلا فائدة.
في النهاية قالت له مؤخرته:
“أنت من سيخرس في النهاية، لأننا لا نحتاجك هنا. أنا أستطيع الكلام والأكل والتبرز”

ترجمة: أشرف الزغل

وليام بوروز (1914-1997)  روائي وشاعر أمريكي عرف بكتاباته في ما بعد الحداثة وانتمائه الى جيل البيت. كتب بوروز 18 رواية، 6 مجموعات من القصص القصيرة وقصائد عديدة. كتب روايته الأشهر “الغداء العاري” عام 1959 وتعرض للمحاكمة بسبب الرواية التي وصفت بالإباحية. يعد بوروز من أكثر الكتاب الأمريكيين تأثيرا في القرن العشرين.
من أعمال وليام بوروزالأخرى:
١. الماكينة الناعمة (رواية)
٢.ثلاثية الليلة الحمراء (ثلاث روايات: مدن الليلة الحمراء، مكان الشوارع الميتة، الأراضي الغربية)

Facebooktwitterredditpinterestlinkedinmail