ترافيك / توماس ترانسترومر

ترافيك

تخوض الشاحنة خلل الضباب،
ويجول ظل كبير ليرقة يعسوب في عَكَر قعر البحيرة—
تلتقي المصابيح الكشّافة في غابة قاطرة،
لا يرى المرء وجه الآخر.
نهر الضوء يتلاشى خلال إبر الصنوبر.
نأتي مركبات ِ ظلال من كل الجهات،
في الغروب، نهيم ُ وراء بعضنا ،
بجنب بعضنا،
ننساب إلى الأمام،
في جرس إنذار هامد.
خارجا،
في السهل الذي يحضن الصناعات ،
وتنخفض المباني بمقدار ملليمترين كل عام—
تبتلعهن الأرض بهدوء.
أيدي غير معرَّفة الهوية،
تترك آثارها على الناتج الأكثر بريقا،
ما نحلم به هنا.
والبذرة تسعى إلى الحياة في الإسفلت،
بيد أن أولى شجرات الكستناء ، كئيبات ، كأنهن يستعددن لتتفتق أزهارها عن قفازات حديد،
بدلا من اسطوانات بيضاء،
وخلفهن غرفة موظفي الشركة – أنبوب نيون معطل، يغمز ومضات ِ.
هنا ، ثمة باب سري. فافتحْ!
وانظر ْ في البريسكوب المقلوب إلى الأسفل،
باتجاه الفوهات،
نحو الماسورات العميقة،حيث الطحالب تنمو مثل لحى الموتى،
وتنسل المدن في ثيابها المفصلة من البلغم،
بأنفاس سباحة واهنة ،
في مسيرها للاختناق.
ولا أحد يدري كيف سيسير الأمر،
سوى أن السلسلة تنقطع ،
وتلتحم باستمرار.

 

ترجمة حميد كشكولي من السويدية

عن الحوار المتمدن

 

 

Facebooktwitterredditpinterestlinkedinmail