عن همّ إنساني جامع، شاهق الرؤية في انطوائه على قول معرفي يخص نصف الأرض او نصف السماء، بتعبير «جوليا كريستيفا»، ويشمل سائر من يرى، او لا يرى، الى مثنى الإنسان رؤية الشيخ الحاتمي الى الزوجية في كنه حدوثها البدئي. قول صادق في نفوره من التصنيفات، قادر في انشداده الى الاستقلال بذاته ان يكون دليلاً على ذاته ولا يحتاج في معناه (او حضوره) الى غيره. ليفسح للتعبير المستثنى من الكلام ان يشفى من التهميش ويحظى بسلطة الكلام، لا على انها فعل عنف وإرهاب او نفي وإلغاء، انما اخلاق رعاية وعناية وحدب أمومي يجود بأعطياته المعرفية، رجاء توبة الواحد المستفرد المستند بجنس قسيمه «لا كمجرد فرد شريك وقريب او مخصوص بل كجنس بإطلاق»، الى ألفة المثنى تزين له سمو الشراكة في الفعل والتفكير والتدبير والتعبير، بقرائن السوية والقدرة والفاعلية والجدارة الإنسانية، على قاعدة الاختلاف والخصوصية وبعيداً من ترهات التفاضل والتراتب، بما يحفظ للقسيمين شراكة باذخة ارحب وأبعد واثرى من حدود اجتماعهما. عن هذا الهمّ والتوق والحدب يصدر كتاب خالدة سعيد «في البدء كان المثنى» (دار الساقي، بيروت 2009).
“فساد الأمكنة”.. تصدعات الحكمة، واستفحال المأساة
“الحالة الحرجة للمدعو ك” – فخّ “اليوميات” بين الحيلة الشكلية والغاية البنيوية
“كتاب النوم”.. تأملات كثيفة كالحُلم / محمود حسني