وفي الحقيقة فان الشعراء الأكثر انتشاراً وقراءةً هم على الأكثر أربعة لا رابع لهم في تقديرنا: نزار قباني، محمود درويش، مظفر النواب وأحمد مطر. بعض هؤلاء الشعراء مقروء ليس دوماً لسبب من طبيعة جمالية عميقة أو بسبب الروح الإستعارية المذهلة لنصه الشعري، ولكن اصلاً بسبب حافز من طينة سياسية واجتماعية. ذلك اننا نلاحظ ان هؤلاء الشعراء المعروفين ينهلون، كل حسب اجتهاده ومخياله وقوة صورته الشعرية، من الهواجس الحياتية المباشرة في الحياة العربية : التغزل الحسي بالمرأة لدى قباني الذي يـمس في الغالب جانباً محرماً (مثله مثل بعض نصوص مظفر النواب الفصحى، والكثير من شعره بالعامية)، ثم ثمة الألم الفلسطيني المباشر عند درويش اللذي ينقله هذا الشاعر الكبير الى مصاف وجودي ويمنحه ثقلاً أبعد من آنيته، من دون أن ينفي ذلك ان آنيته وراهنيته هي التي تجعله، في نهاية المطاف، مقروءً عند عامة القراء العرب. ثم الهاجس السياسي المكتوب بلغة بسيطة وتبسيطية، مثقلة بغنائية عالية تجيب على روح عربي، تعود على النغم والقافية الصداحة لدى مطر.
“فساد الأمكنة”.. تصدعات الحكمة، واستفحال المأساة
“الحالة الحرجة للمدعو ك” – فخّ “اليوميات” بين الحيلة الشكلية والغاية البنيوية
“كتاب النوم”.. تأملات كثيفة كالحُلم / محمود حسني