الميت الأخير / رماح جبر

رمشك سقط قربي
أألتقطه لك؟
يفتح عيناً واحدة ويقول : لماذا تنامين على وسادتي؟
يسجن يدي تحت خدِّه
ششش لا تحرّري الضوءْ

الضوء يسبق كل شيء
مهلك أيُّها الفَزِع، مهلك
لا تحملني كغسيل رطب
يدي هناك
أتْبِعْني يدي

لا
مهلك أيُّها الطبيب، لا تغلق الجرح
يدي هناك، انتظرْ يدي
الضوء يسبق كل شيء
ماذا تَرَى
هل العمق يكفي لزرع نخلة
هل العمر يكفي لانتظارها
مهلاً لا تخلع رداءك الأبيض وتتركني هنا
مهلاً، لا تلفَّني به
لا أحب القطن، طعمه غريب
لا تحشوه في فمي
لا تطفئ الضوء

البرد صفة الميتين، لن أبرد
الهدوء صفة الميتين، سأعيث في الثلاجة خراباً
الأبيض رداء الميتين، سأنزف حتى الون السماء بدمي

الميت الأخير، صاح حفار القبور
لست الأخير نهرتُه ُ
ما زال هناك يدي و رمشه

Facebooktwitterredditpinterestlinkedinmail