في كتابه المهم “الحريم الكولونيالي”*، قام الكاتب الجزائري مالك علولة بدراسة لبطاقات البريد التي أنتجها الفرنسيون أثناء الإحتلال الفرنسي. خلال الدراسة حلل علولة كيف تم تأطير واختزال شخصية المرأة في صورة، وبذلك استخدم مفهوم رولان بارت في رؤيته للكاميرا كفاعل اختزالي للشخصية وأضاف له رؤيته الخاصة في كيفية التطويع التاريخي لصورة الجزائري والعربي، وتكييف الصورة بما يناسب “العين الشريرة” التي تريد تصميم الشرق حسب رؤيتها الخاصة.
من خلال صور كثيرة تتداعى على مدى 135 صفحة ينهمك علولة في تحليل المسرح المعد مسبقا لمشهد البرابرة الذي طالما استهوى التوهم الأوروبي “Phantasm”. يقول الكاتب في مقدمة الكتاب “ليس هناك توهم بلا جنس، ومن خلال هذا الإستشراق يتم إعداد منتج يشمل الجيد والسيئ – والسيئ إجمالا – هذا المنتج يحمل صورة متكاملة تمثل هاجسا واحدا هو الحريم “Harem”. التصوير الفوتوغرافي حل مكان الرسم (ديلاكروا مثالا)، ومئات من الصور القادمة من “هناك” على يد “الرحالة” بدأت تغزو أوروبا.
النساء من الخارج: الحاجز والشفافية
“أول ما يلاحظ الأجنبي في المرأة الجزائرية غطاءها … الحجاب الذي تضعه يرفض الأجنبي وكاميرته فيرتد خائبا”. هناك شهوة خائبة لا تستطيع الوصول إلى مبتغاها.
في الأستوديو
في الصورة السفلى، تقوم موديل برفع الحجاب واستدعاء عين المصور. “مبتعدة عن النساء في الخارج، تومئ الموديل – بطلب من المصور – بإشارة أنه ليس هناك ما يخبأ”. الوجه هناك مع الصدر المكشوف، والذراعان تقومان بالتخلص من العائق.
سجون النساء
“إن كان الحجاب يغطي المرأة في الخارج فسبب ذلك أنها محبوسة في الداخل أيضا. التطويع الدرامي بين الحجاب والسجن ضروري لبناء سيناريو متخيل يمثل المجتمع ذاته”
“يقود ذلك إلى إحباط جنسي. هناك رجل على الطرف الآخر يمسك بالقضبان الحديدية التي تمنعه من الوصول إلى امرأته … هو يريد الوصول إلى السجينة؛ المرأة في الحرم”
النساء في مخادعهن
“للوصول إلى واقع جديد للشرق يحمل استثارة عالية، يتم تصوير النساء في مخادعهن. عالم بالغ الإثارة لنساء متعطلات، يجلسن متأهبات لحفلة إيروتيكية لا تنتهي”
زوجان
“بطرحه مفهوم الزوجين أو الحبيبين Couple والنظرات الممنتجة التي يحملها كل منهما في الصورة، يمارس المصور عنفا رمزيا ضد المجتمع الجزائري، فهو يعيد ترتيب المساحة والبناء إعتمادا على معايير خارجية”
طقوس الحرم
في الصورة جارية مستلقية بقميص يشف عن صدر عامر … هناك إثارة جنسية مبررها الأساسي أنها لم تكن موجودة من البداية. هذه البهرجة التي تظهر بين الفينة والأخرى ليست خاضعة للبطاقة البريدية. إنها خطيئتها الأولى”
* Colonial Harem, Malek Alloula,
University of Minnesota Press, 1986
عندما يفكر الأدب / آلان باديو
مدارات ادونيس – الحقيقة طريق، سؤال متواصل
الكاتب والمحَرَّم – مع ناصر الظفيري